🧾 رجيم تنحيف الجسم بالكامل… بدون نقصان حقيقي: وهم النظام المثالي

في كل مكان، دايمًا نسمع عناوين لافتة من نوع: “رجيم ينقص 7 كيلو في أسبوع”، أو “اخسري وزنك بدون حرمان”. أنظمة غذائية كثيرة بتنتشر بين الناس سواء على الإنترنت أو في مجموعات الواتساب والسوشيال ميديا، وكلها بتعد بوعد جذاب جدًا: تنحيف الجسم بالكامل بدون جوع، وبدون رياضة، وبدون حتى نقصان حقيقي في الكتلة العضلية أو المائية. المشكلة مش في إن الرجيم نفسه بسيط، ولكن في إن النتائج اللي بتُعرض غالبًا غير واقعية أو غير دقيقة. كتير من الناس بيلاحظوا إن وزنهم بينزل فجأة أول أيام الرجيم، لكن شكل الجسم نفسه ما بيتغيّرش فعلًا، المقاسات ما بتتأثرش، والدهون العنيدة بتفضل مكانها. ده لأن الرجيمات دي غالبًا بتعتمد على خفض السعرات لدرجة كبيرة أو تقليل الكربوهيدرات فقط، وده بيؤدي لفقدان مائي مش حقيقي، مش دهون فعلية. النتيجة؟ الوزن يرجع بسرعة، أو الجسم يتأثر سلبًا، ومعاه النفسية والمجهود كمان. علشان كده مهم نفرّق بين “نزول على الميزان”، و”نزول فعلي من دهون الجسم”.

⚙️ كيف بتشتغل الرجيمات السريعة بدون تأثير حقيقي؟

الرجيمات المنتشرة اللي بتوعد بـ”تنحيف الجسم بالكامل” في وقت قصير غالبًا بتشتغل على فكرة حرمان الجسم من الكربوهيدرات والماء، مش على خسارة دهون حقيقية. الجسم لما يتوقف عن استهلاك الكربوهيدرات، بيبدأ يفقد الجليكوجين المخزن في الكبد والعضلات. كل جرام جليكوجين بيشيل معاه 3 جرامات ماء، وبالتالي بيحصل انخفاض سريع في الوزن خلال أول يومين أو ثلاثة. ده بيخلي الميزان يظهر فرق كبير، والمستخدم يفتكر إنه بيخس فعلاً. في الحقيقة، اللي راح مجرد ماء، مش دهون. ومع أول يوم شحن كربوهيدرات، الوزن بيرجع بسرعة. كمان، كتير من الرجيمات دي بتكون قليلة جدًا في البروتين والدهون الصحية، وبالتالي الجسم ممكن يبدأ يستخدم العضلات كمصدر طاقة. يعني الشخص بيخسر من كتلته العضلية مش من الدهون، وده أخطر من السمنة نفسها. بعد كده، يبدأ الجسم يدخل في حالة تباطؤ في الحرق، لأن العضلات بتساعد على رفع معدل الأيض. يعني الرجيم بيؤدي إلى نتائج عكسية على المدى الطويل، ويصير من الصعب جدًا خسارة الوزن الحقيقي بعدين. ده غير الإرهاق، الدوخة، ضعف التركيز، وتساقط الشعر اللي بيظهر مع أنظمة غذائية غير متوازنة.

✅ إيه اللي بيخلي الرجيمات دي محبوبة رغم إنها مضللة؟

السبب الأول والأقوى هو النتيجة السريعة اللي بتظهر على الميزان. الناس بتحب تشوف رقم بينزل، حتى لو الجسم ما اختلفش فعليًا. كمان الشعور النفسي بالتحكّم في الأكل، والقدرة على قول “أنا ما بأكلش كذا وكذا” بيخلي الناس تحس إنها ملتزمة، وده بيعطي نوع من الرضا المؤقت. الإعلانات واللايف ستايل اللي بيتنشر على السوشيال ميديا كمان ليه دور كبير في تضليل الناس. صور قبل وبعد، شهادات بدون توثيق، أو حتى أرقام غير منطقية بتخلي المستخدم يصدق إن الرجيم فعلاً ناجح. كمان، بعض الأنظمة بتشمل مكونات “سحرية” زي ماء الليمون، أو مشروب الديتوكس، وده بيخلي الناس تفتكر إن فيه مفعول فوري رغم إن الجسم بيشتغل على أساس توازنات معقدة مش بتنخدع بسهولة. الإغراء بالسهولة والنتائج السريعة بيخدع كتير من الناس، وده رغم إنهم ممكن يكونوا جربوا النظام كذا مرة قبل كده ومفيش نتيجة دايمة، لكن الرغبة في التغيير بتخلّيهم يكرّروا نفس الحلقة.

❌ الأضرار الحقيقية وراء الرجيمات الوهمية

الرجيمات اللي بتوهمك إنك بتنحف بينما الحقيقة إن جسمك ما خسرش دهون فعلية، ممكن تكون ليها آثار جانبية خطيرة. أولها هو التأثير السلبي على التمثيل الغذائي. لما الجسم يدخل في حالة “تجويع”، بيقلّل من حرق السعرات كآلية دفاعية، وبالتالي حتى لو الشخص بيأكل أقل، الجسم بيصرف أقل. النتيجة؟ ثبات في الوزن رغم الحرمان، ومع الوقت يبدأ الوزن يزيد تاني بمجرد الرجوع للأكل الطبيعي. من الأضرار التانية: فقدان الكتلة العضلية اللي هي مسؤولة عن قوة الجسم واستقراره، واللي بتأثر على شكل الجسم حتى لو الوزن قل. كمان، الرجيمات دي غالبًا بتفتقر للفيتامينات والمعادن، وده بيؤدي إلى تعب مزمن، ضعف في الشعر والبشرة، واضطرابات هضمية. الأسوأ إن الرجيمات دي بتخلق علاقة سلبية مع الأكل، وبتدخل الشخص في دوامة “رجيم – فشل – إحساس بالذنب – رجيم جديد”، وده ممكن يسبب اضطرابات أكل على المدى الطويل. ولأن النتائج غالبًا بتكون مؤقتة، فبيبدأ الإحباط يدخل، والثقة بالنفس تتراجع، وده أخطر من السمنة نفسها.

💬 الناس بتقول إيه عن الرجيمات دي؟

لو بصيت على مجموعات الرجيم أو منتديات الدايت، هتلاقي إن أكتر الشكاوى بتكون من النوع ده: “اتبعت النظام ده ونزلت 3 كيلو، بس شكل جسمي ما اختلفش”، أو “أول أسبوع كان ممتاز، بعد كده كل حاجة وقفت”، أو “أنا باكل أقل من 1000 سعرة، ومفيش نتيجة”. دي كلها مؤشرات واضحة إن الرجيم مش بيعتمد على فقدان الدهون، بل بيعتمد على فقدان ماء أو عضلات. كمان، ناس كتير بتشتكي من الأعراض الجانبية زي الصداع، ضعف التركيز، والعصبية، وبيلاحظوا إن طاقتهم بتقل جدًا أثناء اليوم. فيه تعليقات بتوضح كمان إن بعض الناس بتدخل في حالة نهم شديد بعد الرجيم، وده بيرجع الوزن اللي اتخس في أقل من أسبوع. في حالات تانية، فيه ناس بتفتكر إن السبب منهم، وده بيولد شعور بالذنب والضغط النفسي، رغم إن العيب الحقيقي في النظام نفسه مش فيهم. آراء الناس بتكشف إن المشكلة مش في الإرادة، لكن في نوعية الرجيم اللي بيتم الترويج له، وغالبًا بدون دعم علمي حقيقي.

📌 رأيي كمراجِعة في المجال الغذائي

من منظور حيادي وصادق، الرجيم اللي بيوعدك إنك “هتنحف بدون نقصان حقيقي” غالبًا بيبيع لك وهم مؤقت، ونتائجه لا تدوم. التنحيف الحقيقي مش رقم على الميزان، لكنه تغيير في شكل الجسم، مقاساته، ومعدل الدهون داخله. الأنظمة اللي بتقلل الكربوهيدرات بشدة أو السعرات الحرارية لأقل من 1000 سعرة، ممكن تدي نتائج فورية لكنها غير مستدامة، وغالبًا بتدمر معدل الحرق وتضر صحتك على المدى الطويل. اللي فعلاً بيجيب نتيجة هو النظام المتوازن اللي بيحتوي على كربوهيدرات معقدة، بروتين كافي، دهون صحية، ومتابعة للنشاط البدني. الخلاصة؟ متصدّقش أي نظام بيقولك “كل اللي تحبه وخس بسرعة”، ولا تصدق إن النزول السريع هو النزول الصحّي. خد وقتك، خليك واقعي، واستثمر في صحتك مش بس في وزنك.